من جورِكم هجرنا خِلاً وإخوانا
حتى من كان في الصِغر سلوانا
سبيتم قلب و نادى الحادي الركبانا
أن هلِموُا مودعين مُحباً و أوطانا
قد كان يكفينا إنك تمر بحينا
و نرقُب خطواتكَ و الحب يَسلانا
ما للفؤاد غدا اليوم مُتصحراً
و قد كان في الأمس بالحب عمرانا
أم كيف غدونا نعيش على الذكرى
بعد أن كانت أناملكم تُنسينا بلوانا
مّن غيركم … يجود علينا بالحب
يبعثر بزهوه الآلام ويزلزل الأحزانا
كلما غابت شمسُنا ذكرنا غروبكم
رغم إن شمسكم لا تغيب عن مُحيانا
يا خالق الأنام لا تلمُ ذرف دمعي
إذا ما انهمر و زف إليكَ شكوانا
كلما أردت النوم إزددتُ ولهاً
و ما المنام رغبة بأن نرخي الأجفانَ
أن للمنام في مصطلح العشق تفسيراً
لننسى من قد غاب مُبتعداً و جَفانا
أناجي وسادتي كل ليلة بغصةً
و أقص عليها أحاديث لنا و ذِكرانا
ستبقين تشعلين قبس الحب فيّ
صائماً بالعشق و في الشوق سكرانا
أحدث عنكم مفتقداً متفقداً أثركم
مهما تباعدت الأماكن و الأزمانا