اختطف مسلحون أعضاء في حركتي فتح وحماس، برغم استمرار الهدوء الحذر في غزة فيما أكد المسؤولون الفلسطينيون من الحركتين عزمهم على إنجاح حوار مكة المكرمة المرتقب غدا الثلاثاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.
وأفادت مراسلة الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية أن مسلحين اختطفوا عرفات ناجح (30 عاما) أحد مسؤولي وزراء الداخلية الفلسطينية في المدينة. وقالت الأنباء إن المسلحين أطلقوا النار على سيارة ناجح وأصابوا زميله في الوزارة طارق غيظان (32 عاما).
وفي غزة قال المتحدث باسم فتح عبد الحكيم عوض إن اثنين من عناصر الحركة اختطفا على يد مسلحين من حركة حماس في حي النصر. وأضاف عوض أن عدد المختطفين من الحركة لدى حماس والقوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية وصلت إلى تسعة في حين وصل عدد المحتجزين من حماس لدى فتح والأجهزة الأمنية 12 عنصرا.
وعلى الرغم من هذه الحوادث فقد ساد هدوء حذر مدينة غزة ولم يبلغ عن وقوع انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، وقالت أنباء إنه تم إزالة الحواجز وانسحب المسلحون من المباني العالية.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين توفوا متأثرين بجروحهم التي أصيبوا بها في اشتباكات غزة. وأوضحت المصادر أن الثلاثة هم محمد حسنين (21 عاما) ومحمد عفانة (22 عاما) ونائل أبو حميد (23 عاما) من عناصر أمن الرئاسة وأصيبوا في هجوم على موقع تدريب بغزة.
وبذلك يرتفع عدد القتلى في تلك الأحداث منذ الخميس الماضي إلى 31 قتيلا ومئات الجرحى بينهم ما يفوق الأربعين حالة وصفت بالحرجة جدا.
إرادة صادقة
من جانبه قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن لدى وفد حماس إرادة صادقة للتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الاحتقان ويعزز جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وكذلك تعزيز التطبيق الحقيقي للشراكة السياسية.
وأضاف "باسم الحكومة التي تشارك في الحوار نقول لكل الإخوة إنه ليس أمامنا خيار إلا خيار الاتفاق، اذا خلصت النوايا وصدقت العزيمة وغلبنا المصالح العليا فنحن على يقين أننا سنتفق". وذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وفتح صامد وعبر عن أمله في أن "يواصل صموده
وأكد مسؤولون في فتح أن الحركة "لديها الإرادة والقرار" لإنجاح حوار مكة والتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال عضو المجلس الثوري لفتح جبريل الرجوب إن وفد الحركة يحمل تفويضا كاملا للتوصل إلى اتفاق من المجلس الثوري.
من جهته قال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد الذي سيشارك في المحادثات "إن قداسة مكة المكرمة للمسلمين يجب أن توفر الإرادة لدى الجميع لإنجاح الحوار، وهذه الإرادة متوفرة لدى حركة فتح ونأمل أن تكون إرادة إنجاح الحوار متوفرة أيضا لأخوتنا في حركة حماس".
وأشار إلى ضرورة التوصل لاتفاق على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف أنه يجب "قطع الطريق على إسرائيل التي تقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام". وأكد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والانطلاق نحو إعادة هيكلة منظمة التحرير ومؤسساتها لتوحيد الطاقات والمضي نحو الهدف الأساسي بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جهة أخرى نظم طلبة جامعة القدس في أبو دبس اعتصاما وإضرابا عن الطعام احتجاجا على أحداث غزة. ودعا الطلبة القيادة الفلسطينية والمسؤولين في حركتي فتح وحماس إلى التوصل إلى اتفاق خلال محادثاتهم في مكة.